إلى الذين لاتمحوا الأيام بل السنين ذكراهم الخالدة
إلى الذين لانمحوا الأيام بل السنين ذكراهم الخالدة
إلى الذين لانمحوا الأيام بل السنين ذكراهم الخالدة من قلوب أحبتهم, إلى المخلصين الأنقياء في زمن التلوث والغش، إلى الشجعان الأوفياء في عصر التخاذل والإرجاف
إلى سادتي وإخواني الذين لم أعطهم حق الوفاء حتى كما كنت أتمنى فضلا عما يستحقون, إلى العالم الرباني الكبير والأب المخلص لبنيه الشهيد السعيد حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الرزاق الحكيم, إلى العلم الفذ والوالد الراحل بعد صبر عشرين عاما سجنا صاحب اللسان الناطق بالحق بمحضر الطغاة في زمن السكوت حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد مرتضى الطباطبائي رحمه الله إلى المربي والمجاهد الفذ الأستاذ حسن ميرزا، إلى المجاهد الملائكي العزيز مجاهد محمد حسن، إلى عاشق القرأن الطيب القلب عبدالمنعم فرحان, إلى السيد كريم الصافي، إلى الأخ أبي سيف إلى راضي دحام إلى صباح كاظمية إلى الشجاع المظلوم سيد عزيز عقيل كوفة إلى علاء حلة إلى الدكتور علي إلى السيد حسين الشوكي إلى...
إلى المئات بل الألوف ممن تعاقبوا على تلك الأماكن التي كانت رمزا للرعب والفضائع التي فضحت أدعياء الإنسانية والمتشبثين بشعارات حماية حقوق الإنسان سادة نظام الجريمة وحماته من قصاص شعبه الذي لم تهدأ ثورته المظلومة ولامثيل لتضحياته المهضومة حتى من قبل بعض أبنائه العاقين أو طيبيه الغافلين او المستغفلين إليكم أيها الأعزاء بعد أن أفاق بعض أحياء الدنيا ( وما أقل أحياءها ) على صور عظامكم الطاهرة وهي تنتشر في طول العراق
وعرضه، فاعتذر لتقضيره من اعتذر واصر من أصر أما نحن ففي وفائنا لكم غنى عن هذا وذاك وفي يقيننا أن ماحدث كان بعين الله كفاية عن ما في الدنيا من خير وشر وغنى عن كل ماسوى الله فهو حسبنا وكفى.
.........................
ذكرت وقبل اليوم ماكنت ناسيا ليالي عمر ماتقضت لياليا
ليالي من عقد تولى كأنني به كنت مابين النبيين ثاويا
حبانا بها رب الجلال بصحبة تفانوا كراما ينشرون المعاليا
طغى صبرهم حتى ظننت بانهم بغير قلوب تستكن الأمانيا
فبين جريح لايإن لجرحه وتلقاه من جرح بنا كان باكيا
وبين رقيق مزق الوغد وجهه فشب له طودا من الصبر عاليا
إذا هده بالسوط رد أزيزه على قلبه حتى ترى الوغد شاكيا
عجبت لهم إذ ما رأيت معذبا تخال على جلاده السوط هاويا
وبين أب مافارق الحزن قلبه وفي وجهه بشر لنا ظل باديا
وبين كبير خضبوا شيب وجهه ولم ير مما خضب الشيب شاكيا
يقول لنا إن الحياة قصيرة وخير خضاب الشيب فيها خضابيا
فلاتجزعوا إن ماترون أباكمو خضيبا فقد كان الحسين أبا ليا
طغى صبرهم حتى كأن ببعضهم جنونا خفيا أو من الجن واليا
ولكنهم أحجى بني الناس حكمة كأن لهم من عصمة الوحي راعيا
ألا إنهم كانوا أرق من الندى وأطهر أبناء الفراتين ناديا
أراني إذا ماجاء في الناس ذكرهم تزاحم عندي لوعتي وإعتزازيا
وما لوعتي إلا لأن وجوههم غدت أعظما في الأرض تشجي البواكيا
وجوه جلت عن عتمة السجن ليله وكانت لنا نورا من التيه هاديا
وجوه قطفنا من رياض إبتسامها زهور الهدى والصالحات البواقيا
وحب علي والحسين وفاطم ونمنا في حماها أمنين لياليا
فمالي والدنيا أظل بحبسها ويذهب إخواني إلى الله ماليا
ولكنهم مافارقوا القلب ساعة ولو فارقوا قلبي لحان هلاكيا
سأحملهم نورا يظل وإن قضى على شكلي الموت المحتم هاديا
واغرسهم ثأرا بقلب (محمد ) بني لا أراك العمر للثأر ناسيا
ولكن ثأر الصادقين ثباتهم على الحق، إن أدركته كنت ناجيا
وكنت وفيا للذين توسدوا ترابا تقدس ما بين الأراضين واديا
فكن مثلهم ياقرة العين إنهم غدوا في جنان الخلد شما أعاليا
كراما وهل فوق الكرامة حبوة رقى من نالها في عالم المجد ساميا
بكيت ولكن لاعلى من توسدوا تراب علي بل بكيت بقائيا.
خادم المنبر الحسيني الشريف
الشيخ صلاح البصري
سانت لويس امريكا 2003