مكتب سماحة السيد عمار الحكيم (دام عزه) يقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل عزيز العراق (قدس سره)
وبه نستعين
المركز الخبري ـ خاص ـ بغداد
أقام مكتب سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم (دام عزه) حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لرحيل عزيز العراق العلاّمة المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره) وذلك في العاصمة بغداد؛ بحضور ممثلين عن الرئاسات الثلاث وشخصيات سياسية وعدد من اعضاء مجلس النواب.
سماحة السيد عمار الحكيم بيّن في كلمته في الحفل: أن عزيز العراق (قدس سره) هذا الرجل الذي أخلص لربه ولمشروعه ولوطنه ولشعبه وقدّم الغالي والنفيس من أجل ان يكون العراق مثلما نتمناه؛ وأضاف: إن الحديث عن عزيز العراق هو الحديث عن مشروع ولد من زعامة الإمام مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره)، وتربى في أحضان تلك المرجعية الرشيدة وتتلمذ على أيدي اخوانه الفقهاء الشهداء، شهيد المحراب وآية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم (قدس سرهما) وترعرع على أيدي الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وكان من طلبته وخاصته وحوارييه.
وأضاف: الحديث عن عزيز العراق (قدس سره) هو ذاك الزاهد الترابي في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه، كان ترابياً بمعنى الكلمة، وكان زاهداً بهذه الدنيا، وأقول في حياته الشخصية؛ أي كان يميّز في حياته الاجتماعية والحياة الشخصية، والحياة الاجتماعية لم تكن ملكه وكان لها استحقاقات من الموقع الذي يتصدى فيه وكان من الضروري ان يستقبل في غرف فارهة الضيوف الاجانب والآخرين والسياسيين ويجلسهم في أماكن مناسبة تنسجم مع مهمته؛ ولكن حياته الشخصية صورة أخرى تختلف تماماً عن صورته الاجتماعية، وهكذا ربّى ابناءه وعائلته على هذا الزهد في حياتهم الشخصية، والحديث عن عزيز العراق (قدس سره) هو حديث عن طيب القلب وذلك الرجل الذي تفوح منه المشاعر الانسانية ويتعامل بمحبة وعاطفة، ولكن بحزم وجدية.
وأضاف: إن عزيز العراق (قدس سره) دافع عن الاستقلال والسيادة الوطنية ورفع شعار إخراج العراق من الفصل السابع في يوم كان الكثير لا يعرف ما يعني إخراج العراق من الفصل السابع، وكان يقوم بالعشرات من الخطابات يشرح ويوضح هذه الحقيقة وكانت له زيارات دولية لاخراج العراق من الفصل السابع، وكان يعمل على رص الصف الشيعي عبر تصديه لرئاسة الائتلاف العراقي الموحد، وكان يرى وحدة الصف الشيعي ليست خطوة طائفية وإنما هي خطوة وطنية مقدمة لإنتظام أمور البلاد فالأغلبية عندما تنظم صفوفها تكون قادرة على تنظيم ظروفها.
وأضاف: الاحداث في العراق اثبتت لنا ان عزيز العراق (قدس سره) كان محقاً في ادراكه لعمق التعقيدات لبناء النظام الاتحادي الديمقراطي، وكان يعي استحقاقات الخروج من مرحلة الاستبداد الطويلة والمظلمة، وكان يعي حجم الإنهاك الذي يعيشه الشعب العراقي نتيجة عقود من الضغوط من الأنظمة الديكتاتورية، على مواطنيه وشعبه وكان يعرف ان الشعب سلبت ارادته لعقود من الزمن من قبل الديكتاتور وهو شعب تعرض الى اسوء حصار اقتصادي عرفه العالم في التاريخ المعاصر، وكان يعرف ان هذه الضغوط استهلكت الكثير من الإمكانيات الذاتية والمعرفية والقيمية للشعب، وان جريمة الديكتاتور لم تنحصر على استهداف المواطنين؛ وانما الجريمة الأكبر حينما غرس انيابه الشرسة في قيم ومبادئ الشعب وحاول ان يمسخ الشخصية العراقية وكان يعي عزيز العراق حجم التصدع الكبير في العلاقة بين العراق ودول العالم وكان يراعي التوازنات المعقدة لاخذ الخطوات المناسبة التي تصب في مصلحة البلد. عزيز العراق (قدس سره) كان يعي جيداً بأن بدون دولة قوية ومهابة سنبقى في دوامة العنف والتخلف الاجتماعي والاقتصادي والتنموي والخدمي، ونحتاج الى دولة قوية للملمة الجراح.