• الموقع: مركز آل الحكيم الوثائقي.
        • القسم الرئيسي: بانوراما.
              • القسم الفرعي: فنون عراقية.
                    • الموضوع: بغداد تودع عبد الخالق المختار.

بغداد تودع عبد الخالق المختار

بغداد تودع عبد الخالق المختار

 

عبد الجبار العتابي من بغداد: ودعت بغداد صباح الثلاثاء فتاها الفنان عبد الخالق المختار، في مشهد درامي مثير، إنسكبت فيه الدموع وتعالت الحسرات وتعانقت كلمات الرثاء، حيث إحتشد المئات من المواطنين العراقيين قرب بناية المسرح الوطني منذ وقت مبكر، فيما إمتلأت قاعة المسرح بالفنانين والمثقفين والإعلاميين، كان النشيج مريرا من الجميع ونداء (لا اله الا الله) يخرج من الأفواه حارا يتدفق من عروق تشعر بالإحتراق حزنا على الرحيل المبكر لأحد نجوم الفن العراقي، الذي عرف بإلتزامه وإبداعه وحسه الإنساني العالي، ولأول مرة في العراق يحتشد هذا المشهد في توديع فنان.

وامتلأ الشارع الذي سار فيه المشيعون من بناية المسرح إلى تقاطع بدالة العلوية إرتفعت بين أيديهم لافتات النعي وصور الفنان بين أيدي أحبائه، فيما كان الجميع يعبر عن حالة التباهي والفخر في ان يحظى فنان عراقي بهذا التشييع المهيب الذي مثل (زفة عرس) كما اسماها البعض، ويجب ان نذكر ان الفنان عبد الاله كمال قد تعرض الى حالة اغماء بس حزنه الشديد نقل على اثرها الى المستشفى وكان جثمان الراحل قد وصل من سورية الى بغداد في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، ومن ثم الى بناية المسرح الوطني قبل ان (يزف) الى مقبرة الكرخ حيث مثواه الاخير بموكب رسمي مهيب تقدمته سيارات عسكرية ودراجات بخارية تابعة لمرور بغداد.

 

والفنان عبد الخالق المختار.. عاش صراعا دائما مع المرض طوال (22) عاما، بدأ من عام 1987 حين كان (ضابطا احتياطا) في الجيش العراقي اثناء الحرب العراقية الايرانية في منطقة (كرده كو) شمال العراق، وتعرضت القوة التي هو ضمنها الى هجوم أبادها الا هو مع جندي اخر، اصيبا بجراح خطرة، فقام الجندي بسحب عبد الخالق الى منطقة آمنة ومن ثم تم نقله الى المواقع الخلفية حيث اجريت له اسعافات اولية، كانت نتيجتها تعرض كف القدم الى بتر نصفه، وهذا ماسبب له نزفا شديدا، ولعدم وجود اسعافات كافية لا سيما ان حربا طاحنة كانت تدور هناك، اثر النزف على كليتيه الاثنتين، وحدث له قصور كلوي.

وعلى اثرها تدهورت حالته الصحية، فتعطلت احدى الكليتين وضعف عمل الاخرى فيما بعد، حتى اصبح على شفا حفرة من الموت المحقق، فأدخل الى مستشفى وليد الخيال في بغداد واجريت له عملية زرع كلية تبرع بها احد مواطني الكاظمية، بعد ان اعلن العديد من المواطنين رغبتهم بالتبرع له، على الرغم من انه كان في بداياته الفنية، وتكللت العملية بالنجاح، ولكن لحظة مزاح من الدكتور الخيال مع الفنان عبد الخالق ادت الى رفض جسمه للكلية. وكان عبد الخالق بعد زوال المخدر يبتسم لمن حوله، ولكن يد الدكتور ارتطمت بشكل عفوي بأنبوب صغير خارج من جسم المختار، فشعر المختار ان الانبوب قد حل، وهو ما تطلب زرع كلية اخرى له، وعلى اثرها نقل الى الاردن وقد تبرع له بالكلية الثانية مواطن من كربلاء.

وكان موقف الفنان كاظم الساهر لافتا حين تبرع بتكاليف العملية البالغة (30) الف دولار، ونجحت العملية، لكن مشكلة حدثت ادت الى تأخير الشفاء التام للمختار وهي حين تم نقل الدم اليه تلوث بجرثومة ما استدعى اعطاءه حقنا ضد هذه الجرثومة حيث بلغ سعر الواحدة منها 1200 دولار، حتى شفي منها ولكن الاطباء نصحوه بشدة بعدم القيام بجهد كبير بحيث لا يتعدى الساعات الاربع، وحددوا له طعامه وشرابه، وكان على الدوام يحمل معه الادوية الخاصة، الا انه كان يعمل بجهد يفوق ما نصحه به الاطباء حتى المدة الاخيرة التي تدهورت فيها حالته الصحية، وللحقيقة فان هناك جهات حكومية تكفلت بالعلاج ومنها مكتب رئيس الوزراء وطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الذي تبرع له بعشرة الاف دولار وحجز له غرفة في احد مسشفيات تركيا. لكنه فارق الحياة قبل ان ينهي مرحلة العلاج.

  • المصدر: http://www.alhakeem-iraq.net/subject.php?id=71
  • تاريخ إضافة الموضوع: 2010 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة: 2024 / 03 / 28