• الموقع: مركز آل الحكيم الوثائقي.
        • القسم الرئيسي: قصص وضحايا.
              • القسم الفرعي: قصص وضحايا.
                    • الموضوع: رسالة المجرم صدام الى السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره).

رسالة المجرم صدام الى السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره)

رسالة المجرم صدام الى السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره)

 

لعلك تعلم ان مبادئ حزبنا منبثقة عن روح الإسلام وان شعاراتنا التي نطرحها هي شعارات ذلك الدين السمح لكن بلغة العصر. وان الذي نريد تطبيقه على واقع الحياة على الأقل في وقتنا هذا هو أحكام الشريعة الغراء ولكن بلون متطور رائد يلائم هذه الحياة الصاعدة وإننا نحب علماء الإسلام وندعمهم ما داموا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة والدولة ولا ندري بعد ذلك لماذا حرمتم حزبنا على الناس؟، ولماذا دعوتم الى القيام ضدنا ولماذا أيدتم أعدائنا في إيران؟. وقد أنذرناكم ونصحنا لكم واعذرنا إليكم في هذه الأمور جميعاً غير أنكم أبيتم وأصررتم ورفضتم الا طريق العناد مما يجعل قيادة هذه الثورة تشعر بأنكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وانتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها؟. وقد اقترحت رأفة بكم ان نعرض عليكم امور ان انتم نزلتم على رأينا فيها امنتم حكم القانون وكان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة والجاه الكبير والمنزلة الرفيعة لدى الدولة ومسؤوليتها تقضي بها كل حاجاتكم وتلبي كل رغباتكم، وان ابيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم سارياً عليكم مهما كانت الأحوال وأمورنا التي نختار منها ثلاثة لا يكلفكم الا تنفيذها أكثر من سطور قليله يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسمية وحديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعود بعد ذلك مكرمين معززين من حيث انتم أتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم والتكريم ما لم تره عيونكم وما لم يخطر على بالكم. ـ أول تلك الأمور هو ان تعلنوا عن تأييدكم ورضاكم عن الحزب القائد وثورته المظفرة. ـ ثانيهما ان تعلنوا تنازبكم عن التدخل في الشؤون السياسية وتعترفوا بان الإسلام لا ربط له بشؤون الدولة. ـ ثالثهما ان تعلنوا تنازلكم عن تأييد الحكومة القائمة في إيران وتظهروا تأييدكم لموقف العراق منها. وهذه الأمور كما ترون يسيرة التنفيذ، كثيرة الأثر جمة النفع لكم من قبلنا فلا تضيعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم.

رئيس مجلس قيادة الثورة، صدام حسين

 

نص جواب السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره)

 

لقد كنت احسب أنكم تعقلون القول وتتعقلون، فيقل عزمكم الزام الحجة، ويقهر غلوانكم وضوح البرهان، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافية ارجوا صلاحكم، وكاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلاحكم، وابنت لكم من امثلات الله ما هو حسبكم زاجراً لكم لو كنتم تخافون المعاد ونشرت لكم من مكنون علمي ما يبلوا غلوتكم لو كنتم الى الحقيقة ظمأ، ويشفي سقمكم لو كنتم تعلمون انكم مرضى ضلال ويحيييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون أنكم صرعى غواية حتى حصحص امركم وصرح مكنونكم اضل سبيلاً من الانعام السائبه واقسى قلوباً من الحجارة الخاويه واشره الى الظلم والعدوان من كواسر السباع لا تزدادون مع المواعظ الا غياً ومع الزواجر الا بغياً اشباه اليهود وأتباع الشيطان، اعداء الرحمان قد نصبتم له الحرب الضروس وشننتم على حرماته الغارة العناء وتربصتم باولياءه كل دائرة وبسطتم اليهم ايديكم بكل مساءة وقعدتم لهم كل مرصد واخذتموهم على الشبهات وقتلتموهم على الظنة على سنن آبائكم الاولين، تقتفون آثارهم وتنهجون سبيلهم لا يردعكم عن كبائر الاثم رادع ولا يزعجهم عن عظائم الجرم وازع، قد ركبتم ظهور الاهواء فتحولت بكم في المهالك واتبعتم داعي الشهوات فاوردكم اسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر واقمتم كمائن الغدر، لكم في كل ارض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الابرياء شرهين، فانتم والله كالخشب اليابس اعيى على التقويم او كالصخر الجامس انأى عن التفهيم فمابعد ذلك يأساً منكم.شذاذ الآفاق، واوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت واحفاد الفراعنة، واذناب المستعبدين.اظننتم انكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلونني، وليس الموت الا سنة الله في خلقه {كلاً على حياضه واردون} أوليس القتل على ايدي الظالمين الا كرامة الله لعباده المخلصين، فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من امرنا ولا تطفئون نورنا واعجب ما في امركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم. تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقيه لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون، اظننتم ان الاسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع؟، او فيه شيئ من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهض الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخ ارف خادعة من الطين، اتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه فوالله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد، فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظرون لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات متبلى من الرسوخ والثبات، قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان دون ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضباً امر وان الذي يريدونه مني نوعاً من المحال لا تبلغوه على اية حال فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الأمصار فولوا الى شتى الامصار واورث الله المستضعفين أرضكم ودياركم وأموالكم فاذا قد أمسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في أحشاء التأريخ.

  • المصدر: http://www.alhakeem-iraq.net/subject.php?id=25
  • تاريخ إضافة الموضوع: 2010 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة: 2024 / 03 / 28