• الموقع: مركز آل الحكيم الوثائقي.
        • القسم الرئيسي: بانوراما.
              • القسم الفرعي: تراث عراقي.
                    • الموضوع: كلية بغداد.

كلية بغداد

كلية بغداد

 

كلية بغداد (Baghdad College، اوBC) هي من المدارس الثانوية المتميزة للبنين في بغداد، العراق. هذه المدرسة هي من أعظم مدارس البلاد، حيث تخرج منها العديد من المثقفين المعروفين والمفكرين وغيرهم الذين هم في كافة أنحاء العالم حالياً. عنوان المدرسة هو 11/45 شارع الأخطل في قضاء الأعظمية في بغداد على الضفة اليسرى من نهر دجلة. تأسست المدرسة في 1931 على يد الآباء اليسوعيين الأمريكيين، وما تزال المدرسة تحافظ على تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنكليزية، إعتماداً على إسلوب مؤسسيها.

 

 في عام 1931، وبعد طلب بطريرك الكلدان الكاثوليك في بغداد وتعليم البابا بيوس الحادي عشر، وصلت مجموعة من أربعة آباء يسوعيين أمريكيين إلى بغداد وأسسوا كلية بغداد كمدرسة ثانوية للبنين. عرفت بـ "BC on the Tigris" من قبل الآباء، المدرسة كانت تحتوي على كادر من الآباء من مقاطعة نيو أنكلاند اليسوعية.

ومنذ البداية، كان من الواضح أن مهمة اليسوعيين كانت لإغناء التعليم، وليس لتحويل المسلمين عن ديانتهم. الثقة كبرت في اليسوعيين في كلية بغداد حيث كانوا يحتفلون بالأعياد المسيحية والمسلمة في دور طلابهم.

تاريخ كلية بغداد يعود بشكل كبير إلى تاريخ بغداد نفسها. أول اختبار للقوة حصل خلال الثورة المحركة من قبل النازيين في بغداد أيام الحرب العالمية الثانية. لكن اليسوعيون الأمريكيون ظلوا يعملون في كلية بغداد خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، عندما هرب بقية الاميركان من البلاد. وهذه الشجاعة أدهشت رئيس الوزراء العراقي كثيراً بحيث قام بإرسال ولديه الإثنين إلى كلية بغداد بعد قمع الثورة.

خلال الخمسينات، كانت تشكلية كلية بغداد الطلابية تحتوي على 50% من المسلمين، 35% من المسيحيين الكاثوليك، و 15% من المسيحيين الأورثودوكس. قبل خروج اليهود من العراق بين عامي 1948 و 1951، شكل اليهود نسبة ملحوظة من التشكلية الطلابية. وبمرور الوقت، صار الحرم الدراسي البالغ حجمه 25 أكر يضم تسعة بنايات كبيرة، من ضمنها مدرسة داخلية، مكتبة، ومختبرات. قبل تأسيس كلية بغداد كانت العوائل العراقية الراقية ترسل أبناءها إلى كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر. ولكن قرب كلية بغداد وتدريسها العالي الصفات عكس هذا الامر فباتت عوائل بغداد ترسل ابنائها الى هذه المدرسة.

نجاح كلية بغداد جعل اليسوعيون يقومون بتشكيل مؤسسة أخرى في بغداد عام 1956م، وهي جامعة الحكمة.

تعمد اليسوعيين ان لا يتدخلوا في السياسة، وعلى الرغم من ذلك، كانوا دائماً مهددين بالطرد. و كانت مشكلة تغيير الحكومة تسمح بفرص للتخلص من اليسوعيين والغاء عملهم المبدع.

تفاقمت هذه المشكلة عام 1967م، عندما أغلقت السفارة الأمريكية في العراق بسبب حرب الستة أيام مع إسرائيل. وكالمعتاد، بقي اليسوعيون الأمريكيون في المدرسة على الرغم من خروج أغلب الأمريكيين من العراق.

ولكن، في عام 1968م، تسلم حزب البعث السلطة في العراق بعد ثورة أدت إلى تغيير كبير في الساحة السياسية في البلاد. وتم تدريجيا تاميم المدارس الخاصة، وبالرغم من معارضة الاساتذة في جامعة بغداد، قامت حكومة البعث بالسيطرة على جامعة الحكمة وأمرت يسوعيي الجامعة بالمغادرة في تشرين ثاني/ نوفمبر 1968. وقام العديد من الطلاب (بالرغم من تحذيرات البعثيين) بالذهاب إلى المطار لوداع الآباء اليسوعيين - الذين يسمون في بغداد بـ "الفاذرية". لاحقاً قامت الحكومة البعثية بالسيطرة على كلية بغداد في 24 اغسطس، 1969م، واعطت ال33 يسوعي الباقين مهلة 3 أيام لمغادرة العراق. وقد عمل 145 يسوعي في كلية بغداد. خمسة منهم دفنوا بالقرب من كنيسة المدرسة، التي لا تزال تعود إلى الجمعية اليسوعية. كلية بغداد بقت كملاك حكومي منذ طرد اليسوعيين.

في الثمانينات، سجل كل من عدي صدام حسين وقصي صدام حسين في هذه المدرسة، وقاموا بإرهاب الطلاب ومخالفة قوانين المدرسة الشديدة. في مقابلة في جريدة النيويورك تايمز، مدير المدرسة يعقوب يوسف تكلم عن الأخوين قائلاً: "قصي كان غبياً، حصّل على 4% في أحد امتحانات نصف السنة. عدي كان أذكى، في بعض الأحيان كان الأساتذة يأتون بحلول الأسئلة له". عمر التكريتي، ابن رئيس المخابرات العراقية برزان إبراهيم التكريتي رشح أن يصبح رئيساً لإتحاد الطلبة في المدرسة. عندما استلم صوتين فقط، قام حارسه الخاص بضرب الفائز بالمقعد الرئاسي. أُجبر كل الطلاب أن يحضروا درس "سيرة القائد" وهو عن حياة صدام حسين. حاول كل من عدي وقصي ولدي الرئيس السابق صدام حسين إلزام الطلبة بالتسجيل في حزب البعث العربي الأشتراكي، وأعلن عدي أنه يريد أن تكون هذه الكلية هي قلعة للبعث.

في أواخر 1993، عيّن عدي صدام حسين نفسه مديراً لهذه المدرسة ونحى المدير آنذاك، قتيبة الدروبي، عن منصبه.

يأمل الكثيرون أن تعود المدرسة إلى مجدها السابق خاصة بعد تحرير العراق من حزب البعث.

 

المصدر: www.tahtanasbalsukhriya.com


  • المصدر: http://www.alhakeem-iraq.net/subject.php?id=52
  • تاريخ إضافة الموضوع: 2010 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة: 2025 / 02 / 2