وبه نستعين
المركز الخبري ـ خاص ـ بغداد
اقام مكتب سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم (دام عزه) حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل عزيز العراق العلاّمة المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره) وذلك في العاصمة بغداد، بحضور وزراء وشخصيات سياسية وشيوخ ووجهاء العشائر وقادة امنيين وعدد من اعضاء مجلس النواب.
سماحة السيد الحكيم (دام عزه) بيّن في كلمته عن السماة الشخصية لعزيز العراق (قدس سره): سمة التوكل على الله كانت حاضرة ويتبيّن ذلك في الأزمات والمحن والشدائد وحينما تضيق الأمور وتسير التحديات في اتجاهات خطيرة حينذاك يتبيّن من الذي يضعف ومن الذي يبقى قوياً معتمداً على الله سبحانه وتعالى، كلما جئنا له في محنة وازمة كان يستمع ويقول كلمته الشهيرة (اكو الله). وكان يتمتع بالهمة العالية والحيوية والنشاط والمثابرة والحماسة وكان صاحب مشروع وقضية وتجده دائماً يحمل هم المشروع والقضية هكذا عرفته حينما كنت طفلاً صغيراً وهو يواجه من داخل العراق النظام المباد وكان يطارد الى حين وفاته كانت سمة عامة فيه كان رجل المهام الصعبة في الظل بعيداً عن الواجهات ولم يقف طويلاً عند كلام الناس، بأن يقولوا فلان صنع كذا وكذا، وكان المهم عنده ان يتحقق الهدف حتى لو سمي لغيره حتى لو صفق الناس لغيره ويعمل بجد ومثابرة ويستلم ملفات حساسة خطيرة وعاش حياته رسالية في الظل الاّ في السنوات الاخيرة عندما استشهد شهيد المحراب (قدس سره) ودفع الى الواجهة.
وأضاف: كان عزيز العراق (قدس سره) يمتلك عقلية استراتيجية ولا يقف كثيراً عند الجزئيات والتفاصيل ويستحضر الهدف ويستذكر المسارات ويستحضر الاولويات ويتأكد هل اننا نسير في الطريق الصحيح، اين كنا واين يجب ان نصل، كان يراجع دائماً ويعلّم رفاقه على هذه الرؤية، لأن الحياة فيها تحديات وتفاصيل كثيرة ومن اراد ان يقف عند التفاصيل ضاعت عليه الاستراتيجية وكان ذو عقلية استراتيجية. كان حازماً وشجاعاً وجريئاً في اتخاذ القرارات الخطيرة ويسمع ويدقق ويراجع ويقلب ويتشاور حتى يستوضح؛ لكن حين يستوضح يتخذ القرار ويمضي ومهما كلفه الثمن، كان رجل القرارت الجرئية.
وأضاف: عزيز العراق (قدس سره) مع حزمه والجدية التي تتسم به شخصيته كان ودوداً وطيب القلب وعاطفياً وذو مشاعر جياشة وكان زاهداً في حياته الشخصية وفي ملبسه ومركبه، وبيته ابسط ما يتصوره الانسان، كان يلبس ابسط انواع الاقمشة من ينظر الى اثاث داره يجده ابسط من اثاث بيوت الفقراء، وكان يربي ابناءه على هذه الحياة ويحولها لثقافة عائلية ان يكون زاهداً؛ لكنّه كان يميز بين الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية والسياسية، حيث يقصده الرؤساء والوزراء والأمراء هؤلاء لا يعرفون معنى الزهد، والتبسط الكثير امامهم قد يفسر تفسيرات خاطئة، كان يرى يجب ان يكون عزيزاً امامهم، والناس تنظر الى الصور التي تلقط في اجماعاته وهي تركز على جانب حياته السياسية والاجتماعية ولكن من دخل الى داره وعرف ظروفه الخاصة كان يعرف كم عاش الزهد حتى رحل الى ربه.
وأضاف: كان عزيز العراق (قدس سره) يتسم بالتقوى السياسية، البعض يرى السياسة شطارة ومكر وخداع ولعب تكتيك وتغرير بالآخرين، ولكن هناك نمط آخر في السياسة فيه مبادئ وقيم واصول، نحن مع تديّن السياسية وليس مع تسييس الدين، وان يكون السلوك السياسي خاضع الى القيم. كان يتهم هو وهذه الرؤية بالمغفلين والبسطاء ولا يعرفون السياسة وتصل الى مسامعه ويقول لابأس ليتصوروا كذلك لكنها لم تكن بساطة وسذاجة وقلة احتراف، كانت رؤية عميقة في مبدئية العمل والممارسة السياسية، وكان يحفظ الاشخاص في غيبتهم من منافسيه وخصومه، وفي مجلسه لا يسمح ان يذكر الاخرين بسوء، وكان شخصية تربوية يربي القريبين منه في السيارة يربي السائق ويمازحهم ويربيهم وهذا شأنه وهو رجل تربوي في من يتعامل معه من الناس، وكان ملتزماً بهدي المرجعية العليا ويقولها دائما في السر والعلن: (المرجعية دين ندين لله به)، واذا كان للمرجعية رأي خلاف رأيه يشرح لهم لكن اذا كان رأيهم قاطعاً كان يتخلى عن قناعاته الشخصية ويلتزم برأي المرجعية.
|