النسب والنشأة:
السيد محمد علي نجل السيد محمد جواد الحكيم (رحمهما الله)، ولد عام (1955 م) في مدينة النجف الأشرف مركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.
دراسته وعمله:
درس الشهيد السيد محمد علي (رحمه الله) مدارس النجف الأشرف ثم دخل إلى معهد المهن الصحية العالمي في بغداد وتخرج منه بصفة معاون طبيب عام (1975 م)، ثمّ عيّن مسؤولاً للمركز الصحي في قضاء (الشامية) التابع لمحافظة الديوانية، وقد عرف ـ وهو يعمل كمسؤول في المركز المذكور ـ بكثرة اهتمامه بالمرضى ورعايتهم، بل كان يبدي رعايته لهم أيضاً خلال وجوده في منزله في النجف الأشرف، إذ أنه لم يكن ليتردد في تقديم ما يستطيعه من مساعدة لمن يطلب منه ذلك خلال فترات استراحته، أو تمتعه بإجازة.
وحول طموحه في الدراسة: كان (رحمه الله) يرغب رغبة شديدة في تكملة مشواره العلمي، إلاّ أن الظروف التي مرّت بها الأسرة وما تعرضت له من ضغوط حالت دون تحقيق رغبته.
نشره للمفاهيم الإسلامية وعبادته:
تميّز الشهيد السيد محمد علي (رحمه الله) بعلاقاته الوثيقة مع الشباب المتدين وسعيه لنشر المفاهيم الإسلامية بينهم.
وفي مقر عمله استطاع ان يقنع الموظفات العاملات معه اللاتي لم يكن يلتزمن بالحجاب بارتداء الزي الإسلامي، وهي عملية ليست بالسهلة في ظل إرهاب تمارسه الدولة ضد كل ظاهرة دينية عادية فضلاً عن العمل الهادف نحو نشر الفكر الإسلامي ومفاهيمه المقدسة.
ولم تمنعه حساسية النظام المفرطة اتجاه من يحاول نشر مفاهيم الإسلام من محاولته الدعوة الى دينه، عن طريق نقل ما يستطيع من هذه المفاهيم ممن يلتقيهم، سواء كانوا من العاملين معه في مهنته أم من أوساط اجتماعية أخرى.
ومن جانب آخر عرف (رحمه الله) بكثرة العبادة والالتزام بالشريعة المقدسة، وكان يكثر من قراءة القرآن الكريم والأدعية الشريفة، على رغم مما يعانيه من متاعب يومية لإلتزامه بالحضور إلى مقر عمله.
ورغم منع السلطة ومضايقتها، بل واعلانها الحرب المنظمة ضد الشعائر الحسينية فقد كان الشهيد (رحمه الله) يسهم بشكل عملي في احياء تلك الشعائر، واستمر في ذلك حتى بعد أن اشتدت المعركة بين الدول وأجهزتها القمعية من جهة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) من جهة أخرى، وقد ذكر أنه كان من جملة المشتركين في مجلس ليلة العاشر من محرم الذي كان يقام في بعض بيوت الأسرة بشكل بعيد عن عيون السلطة، في السنوات التي سبقت اعتقاله.
اعتقاله واستشهاده:
بعد اعتقال الشهيد السيد محمد علي (رحمه الله) عام (1983 م) كان يقدم مختلف الخدمات الصحية لأفراد أسرته من السجناء، وبقى على هذا النهج حتى نال وسام الشهادة عام (1985 م) ضمن الوجبة الثانية.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا.
|