وبه نستعين
اقامت أسرة آل الحكيم حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في مدينة النجف الأشرف.
الحفل الذي شهدته قاعة النجف الأشرف الكبرى تضمن القاء قصائد شعرية وكلمات تأبينية غنت بدور شهيد المحراب (قدس سره) في العالم الإسلامي.
وحضر الحفل التأبيني ممثلي مراجع الدين العظام في النجف الأشرف وجمع من العلماء والمجتهدين وطلبة الحوزة العلمية وشيوخ ووجهاء النجف الأشرف.
وكان في استقبال تلك الوفود جمع من أسرة آل الحكيم تقدمهم سماحة السيد حيدر الحكيم وسماحة السيد جعفر الحكيم وسماحة السيد حسن الحكيم.
وعلى صعيد متصل اقام مكتب سماحة السيد عمار الحكيم (دام عزه) حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد شهيد المحراب (قدس سره) ويوم الشهيد العراقي في العاصمة بغداد.
وحضر الحفل مجموعة من الساسة والمسؤولين في البلاد في مقدمتهم رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.
والقى سماحة السيد عمار الحكيم (دام عزه) كلمة شدد فيها على ان شارة الوفاء التي نحملها اليوم على صدورنا لقادتنا ومنهجهم هي مواصلة المسير من أجل تحقيق أهدافهم التي عاشوا لها وضحوا من أجلها مؤكدا ان الشهداء نجوم ساطعة تهتدي بها بوصلتنا في طريقنا لبناء العراق وتحقيق العدالة التي لا تفرق بين مذهب وآخر وقومية وأخرى، معللاً سماحته بأن شهداء العراق كانوا لكل العراق ودمائهم الزكية سالت على كامل ارض العراق، عادا الايمان بالعراق الموحد هو سر قوتنا وسبب وجودنا في هذا الوطن، موضحاً ان التاريخ لا يقسم ودماء الشهداء لا تقسم ودجلة والفرات لا يقسمان والتاريخ ودماء الشهداء يوحدان وطننا العزيز، مضيفا ان الايمان بقيمنا وعقيدتنا هو الذي سيحمي هذا الوطن من دعاة التقسيم وتجار الفتنة، مسترسلاً سماحته بأن الشهيد الحكيم (قدس سره) ربى جيلا من المجاهدين الذين تشبعوا بافكاره ورؤيته واسلوبه في العمل والتعامل فكان القائد والقدوة الذي مهد طريقا واضحا ومميزا في ادبيات العمل السياسي الاسلامي والجهاد على اساس المبدأ والعقيدة، مشيرا الى انه (قدس سره) امتداداً لمدرسة الاسلام الكبرى ومنهج اهل البيت (عليهم السلام) وامتداداً للمرجعية الدينية مثلما كان أمتداداً لارادة شعب ونضال امة، لافتا الى ان من هذا الامتداد كان السيد الحكيم مؤسساً لمنهج واضح من الجهاد والوطنية التي اطرت لمرحلة من اهم مراحل صراع الشعب العراقي مع الديكتاتورية والاستبداد وان هذا الامتداد والتأسيس هو الذي شكل ظاهرة مشرقة اسمها ظاهرة السيد محمد باقر الحكيم ابن الاسلام الشجاع والعضد المفدى لشهيد العراق الكبير الامام السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وأبن زعيم الامة الامام السيد محسن الحكيم لتجتمع كل هذه العناوين في عنوان واحد كبير الا وهو شهيد المحراب، واصفا الشهداء بالعلامة الابرز في تاريخ الامم ويسقونها بدمائهم ويعتمرون تاج الكرامة ليكون عنواناً لاممهم ومنطلقاً لامتلاك ارادتها ومسيرتها الطويلة في عملية التغيير، مشددا على ان شهيد المحراب كان لا يقبل ان يحدد بعائلة او طائفة او ارض او حدود وانما كان يتسع باتساع القيم والمبادئ التي يؤمن بها فكان لكل المسلمين ولكل العراق.
الى ذلك القى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي كلمة بالمناسبة جاء فيها:
(نقف بإكبار لنؤبن الأخ الشهيد محمد باقر الحكيم والمجاهد عبد العزيز الحكيم (رحمهم الله) ولنستذكر مناقب جهادهما لنغرف منها درسا جوهريا بليغا ان الانسان ماض الى رمسه وما يبقى منه الا السيرة العطرة والذكر المحمود والفعل الانساني المشهود، ان سيرة شهيد المحراب وعزيز العراق كانت مليئة باعطر مواقف الجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود من اجل وطن حر سيد قوي منيع وشعب امن كريم عالي الراس موفور العز والرخاء، ان استشهاد المجاهد محمد باقر الحكيم انما جاء ليؤكد ان امتحان العراقيين الاقصى هو مواجهة الارهاب بكل توصيفاته وعناوينه وجذوره واصوله).
أما كلمة رئيس الجمهورية التي القاها نيابة عنه الدكتور خضير الخزاعي فقد جاء فيها:
(من الرجال الكبار الذين وقفوا عند منعطف الطريق ثم لوحوا للباحثين عن الحق والحقيقة ان الطريق من هنا هو المرجع العظيم الفقيد الإمام محسن الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) الذي توفرت له شخصية رائدة وأفكار واعدة و وأمة صاعدة فخلق منها حدثا وحراكا لازلنا إلى ألان ننهل من عطاءات فيوضه ومن فيوض عطاءاته وما استطاع احد ان يواجه تيارات هدامة خطيرة كما واجهها هذا الرجل الكبير العظيم ولذلك وهب خيرة أبنائه قرابين على مذبح الحق والحقيقة في هذه المسيرة الصاعدة الخالدة, قدم لنا فلذات كبده لكي يرسم لنا دربا مخضبا بالدماء معطراً بأريج الشهادة وعبير المجد, كان أبنائه الشهداء أبطال مواقف غيروا بقلم راعف وشريان نازف وصوت هادف فكانوا معالم ومنائر شامخة سامقة في هذا الدرب يستحقون منا ان نقف أمامهم بإجلال ونحن نعيش هذه الذكرى في محراب قدسهم وقداستهم وشهادتهم).
كلمة دولة رئيس الوزراء التي القاها نيابة عنه الدكتور علي الأديب جاء فيها:
(كانت رحلتنا مع شهيد المحراب طويلة تعرفنا على رفاق الدرب منذ عام ثمانين يوم قضى ذلك النظام على المرجع الكبير مفجر الثورة ضد الطغيان في العراق المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر وكان السيد محمد باقر الحكيم عضده المفدى، وكان ان خرج شهيد المحراب من العراق من اجل تلبية لذلك نداء ثورة واسعة المدى تجمع حول مساحاتها الكثير من الطاقات والامكانيات والكفاءات والارادات وكان نتيجة ذلك العمل مجد ثوري اسلامي جمع من كل الطوائف وحاول ان يوحد تلك القوة في مواجهة الاعصار الطاغي الذي تفرد بالسلطة وأهان الشعب، ولا بد ان نكون في خدمة هذا الوطن والمواطن سواء كان كردياً او عربياً او تركمانيا سواء كان سنيا او شيعيا مسيحيا او مسلماهذه هي المهمة التي دعا اليها الشهيد الحكيم ومن قبله الشهيد الصدر وكذلك سار على هذا الطريق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم).
أما كلمة رئيس اقليم كردستان التي تلاها نيابة عنه السيد هوشيار زيباري فقد جاء فيها:
(إنني إذ أقف اليوم لتحية رجلين من رجالات العراق المكرمين هما حكيم العراق آية الله الشهيد السيد محمد باقر وحجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم فإنني اعزي النفس بان آل الحكيم ما إن تذوي في سبيل الحق منهم قامة حتى يقدموا قامة أخرى لمواصلة طريق الجهاد في سبيل العراقيين والمثل السامية. ان الذكرتين العاشرة والرابعة لرحيل رفيقي نضالنا لتعيد في نفوسنا ذكريات عن السفر الخالد الذي كتباه في مقارعة النظام الديكتاتوري الغاشم داخل العراق وخارجه. كيف لا وهما من معدن الشهادة وينبوع الحكمة في الدوحة النبوية، لقد عمل الراحلان وبكل إخلاص وتفان لبلورة وتقديم مشاريع سلمية لأطر ومضامين العمل النضالي بغية الخلاص من كابوس البعث في العراق وكرسا جل أعمالهما لتوحيد عمل جبهة العمل المعارض ولم يهمهما في ذلك طول مدة او هزة في ايمان).
وختم الحفل كلمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر جاء فيها:
(اسمحوا لي بان اتقدم لكم جميعاً باسمي وباسم العاملين في الامم المتحدة بخالص وأحر التعازي بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم، لقد ضرب السيد محمد باقر الحكيم أروع الأمثلة والعبر لنا جميعا ولشعبه بالصبر والانتصار على الظلم مكرسا حياته لربه ولشعبه مناضلاً لأجل قضاياه الكبرى والحرية والعيش الآمن الرغيف. ولقد كان في هذا رمزاً للوحدة بين جميع اطياف العراقيين لهذا فان استذكاره واستذكار فاجعة رحيله على يد قوى الارهاب والظلام مناسبة مهمة لنا للتدبر في القيم الوحدوية والنهضوية الجامعة لكل ابناء البلد الواحد).
واضاف كوبلر: (ان القراءة الفكرية في حياة السيد الشهيد ومسيرته النضالية الوطنية منذ مطلع ستينات القرن المنصرم وحتى استشهاده يبين لنا قيمة المثل الوطنية التي امن بها وكان دوما يسعى الى وضع مصالح الشعب ومصالح مكوناته فوق كل اعتبار، مضيفاً ان الامم المتحدة تشارك سماحة السيد محمد باقر الحكيم بالعديد من قيمه ومثله التي تستند على الوحدة ونبذ العنف والطائفية والحديث الطائفي، وانا من هنا ادعوكم كل سياسيي العراق ومنظمات المجتمع العمل المدني والشباب ان يتعلموا ويقتدوا بتعاليمه).
|